يتناول مؤلّف الكتاب وهو المفكّر العربي الإسلامي أحمد أمين حياةَ الخليفة هارون الرّشيد موضوعًا أساسًا في كتابه، وهو أشهر خلفاء العصر العباسي وأكثرهم معرفةً بين الناس، يستعرض الرشيدَ في سطورٍ في بادئ الأمر، ثمّ يتطرّق إلى ميلاد الدولة العبّاسيّة ونشأتها بعد سقوط الأمويّين، ويتناول بعد ذلك أبهة الدّولة في عصر هارون الرشيد، والنّظام الاجتماعي في عهده. خصّ الكتاب بغداد في عهد الرشيد، ثمّ الأدب والأدباء، حيث قَرَّب من مجالسه الشعراء والأدباء وأهل العلم، وتحدّث عن البرامكة ومأساتهم حينما انقلب الخليفةُ عليهم، وتعرّض إلى الشّعر والغناء في عهده، وتحدّث عن علاقته بممالك أوروبا، والهدايا النّفيسة التي قدّمها للإمبراطور الأوروبي شارلمان، والتي عكست ما وصلت إليه الحضارة العربيّة آنذاك. وذلك لِمَا تَحَقق في عصر الرّشيد من نهضة عِلْميّة وأدبيّة، كما ازدهرت حركة التجارة الخارجية ونَمَت العلاقات السياسيّة بين دولة الخلافة وممالك أوروبا. عرج إلى روايات «ألف ليلة وليلة» وأثرها في شهرة الرّشيد عند الغرب، وتصويرها لبذخ الحياة التي عُرفت بها قصور الخليفة.
